لابد أن هذا قد حدث معك ذات مرة.
سعادتك متأخر علي الإفطار. آذان المغرب يؤذن فجأة قبل خمس دقائق من وصولك للمنزل والميكروباص ماشي بسرعة وفجأة تنشق الأرض عن (كتيبة كوماندوز البلح) التي تجدها تقف فجأة أمام الميكروباص والسيارات والعربات الكارو وحتي المارة في الشارع لتشكل حاجزاً بشريا ً يمنع عبورك إلي الجانب الآخر حيث منزلك، وبمنتهي الحماس يقدم لك احد افراد الكتيبة كوب البلح أو التمر باللبن أو التمر هندي والسوبيا علي حسب المنطقة لكي تفطر وينال ثواب إفطارك، والخطأ - كل الخطأ - في أن ترفض أو تعتذر له بلطف أو تبتسم ابتسامة ودودة، مشيراً بعلامات التمنع مما يجعل حماسه في هذه الحالة يصل لمرحلة الإصرار حيث يعتبرها (معركة كرامة)، وازاي ماتشربش، وانت إنف يا عم الحاج واللا إيه؟.
ثم أمام عنادك تجد المعركة تتحول إلي تهديدات بالاقتحام علي منوال «والله احطلك الكوباية في حجرك» وفي حالات أخري تجد بعضهم بالفعل يضع الكوب البلاستيك علي شفتيك وهو يردد الدعاء بدلاً منك «اللهم اني لك صمت.. يالا اشرب» والمحصلة النهائية عند امتناعك في البداية هي أنك (ستتنرفز) و(تتعفرت) وتكاد تخسر صيامك «ما تبطل غلاسة يا ابن ال.. » أو «منظري هفطر عليك انت لو مبطلتش».
من الآخر يا أستاذ هتفطر يعني هتفطر.
وهتشرب من ايده يعني هتشرب من ايده. وأتذكر جيدا واقعة حدثت أمامي ذات مرة حينما أصر أحد (المعلمين) علي إيقاف ميكروباص ودخول كل ركابه إلي مائدة الرحمن لدرجة انه حلف بالطلاق علي كده. طبعا سينظر البعض إلي السطور السابقة من ناحية أني أسخر ممن يفعلون الخير واني راجل علماني من اياهم والبعض سينعل سلسفيل جدودي لكن الحمد لله ربنا اعلم باللي في ضميري. لكن الموضوع وما فيه يا سادة أن الحكاية عرض وطلب
. اتفضل يا أستاذ.
اللي ياخد ياخد واللي مايخدش خلاص
.. مش معضلة.
لا يستطيع أحد أن يلوم شخصاً يشك في نوع البلح أو لا يأكل البلح أساسا، ولا تستطيع أن تلوم إلا نفسك حين تكتشف في النهاية ان الشخص الذي شرب منك الكوب كاملا مرغماً طلع مسيحي.
جزي الله خيراً من أفطر صائماً بمزاجه.. مش بالإكراه
ويا كتيبة كوماندوز البلح.. ربنا يهديكم
و....
واللهم اني صائم